و العـدلُ فـي الأرضِ يُبكـي الجـنَّ لـو سمـعـوا
بــهِ و يستضـحـكُ الامــوات لــو نـظـروا
فالسـجـنُ و الـمـوتُ للجانـيـن إن صـغــروا
و المـجـدُ و الفـخـرُ و الإثــراءُ إن كـبــروا
فـســارقُ الـزهــر مـذمــومٌ و محـتـقـرٌ
و ســارق الحـقـل يُـدعـى البـاسـلُ الخـطـر
و قـاتــلُ الـجـسـمِ مـقـتــولٌ بفـعـلـتـهِ
و قـاتـلُ الــروحِ لا تــدري بــهِ الـبـشـرُ
..............................................
و الـحــقُّ لـلـعـزمِ و الارواح ان قــويــتْ
ســادتْ و إن ضعـفـتْ حـلـت بـهـا الغـيـرُ
فـفـي العـريـنـة ريـــحٌ لـيــس يـقـربـهُ
بـنـو الثعـالـبِ غــابَ الأســدُ أم حـضـروا
و فــي الـزرازيـر جُـبـن و هــي طـائــرة
و فــي الـبـزاةِ شـمـوخٌ و هــي تحـتـضـر
و العـزامُ فـي الــروحِ حــقٌ لـيـس ينـكـره
عــزمُ السـواعـد شــاءَ الـنـاسُ ام نـكــروا
فــإن رأيــتَ ضعـيـفـاً سـائــداً فـعـلـى
قـــوم اذا مـــا رأَوا اشـاهـهـم نــفــروا
...........................................
و الحـرُّ فــي الأرض يبـنـي مــن منـازعـهِ
سجـنـاً لــهُ و هــو لا يـــدري فيـؤتـسـرْ
فـــان تـحــرَّر مـــن ابـنــاءِ بـجـدتـهِ
يـظـلُّ عـبـداً لـمــن يـهــوى و يفـتـكـرُ
فـهـو الاريــب و لـكــن فـــي تصـلـبـهِ
حـتـى و للـحـقِّ بُـطـلٌ بــل هــو البـطـرُ
و هــو الطلـيـقُ و لـكـن فـــي تـسـرُّعـهِ
حـتـى الــى اوجِ مـجـدٍ خـالــدٍ صِـغــرُ
....................................
و اللطـفُ فـي النـاسِ اصــداف و إن نعـمـتْ
أضلاعهـا لــم تـكـن فــي جوفـهـا الــدررُ
فـمـن خـبـيـثٍ لـــه نـفـسـان واحـــدةٌ
مــن العجـيـن و أُخــرى دونـهـا الـحـجـرُ
و مــن خفـيـفٍ و مــن مستـأنـث خـنــثِ
تـكــادُ تُـدمــي ثـنـايـا ثـوبــهِ الإبـــرُ
و الـلـطـفُ لـلـنـذلِ درعٌ يستـجـيـرُ بـــهِ
ان راعـــهُ وجـــلٌ او هـالــهُ الـخـطــرُ
فـــان لـقـيـتَ قـويــاًّ لـيـنــاً فــبــهِ
لأَعـيــنٍ فـقــدتْ ابـصـارهـا الـبـصــرُ
.........................................
و الظـرفُ فــي الـنـاس تمـويـهٌ و أبغـضـهُ
ظـرفُ الأولـى فـي فـنـون آلاقـتـدا مـهـروا
مــن مُعـجـبٍ بـأمـورٍ و هـــو يجهـلـهـا
و لـيـس فيـهـا لــه نـفــعٌ و لا ضـــررُ
و مــن عـتـيٍّ يــرى فــي نفـسـهِ ملـكـاً
فــي صوتـهـا نـغـمٌ فــي لفظـهـا سُــوَرُ
و مــن شـمـوخٍ غـــدت مـرآتــهُ فـلـكـاً
و ظـلــهُ قـمــراً يــزهــو و يــزدهــرُ
.............................................
و الـحـبُّ فــي الـنـاس أشـكـالٌ و أكثـرهـا
كالعشـب فــي الحـقـل لا زهــرٌ و لا ثـمـرُ
و أكـثـرُ الـحـبِّ مـثـلُ الـــراح ايـســرهُ
يُـرضــي و أكـثــرهُ للـمـدمـنِ الـخـطـرُ
و الـحـبُّ ان قـــادتِ الاجـســامُ مـوكـبـهُ
الــى فــراش مــن الاغـــراض ينـتـحـرُ
كـأنـهُ مـلــكٌ فـــي الاســـر معـتـقـلٌ
يـأبـى الحـيـاة و أعــوان لـــه غـــدروا
..........................................
فـــان لـقـيـتَ مـحـبـاً هـائـمـاً كـلـفـاً
فــي جـوعـهِ شـبـعٌ فــي وِردهِ الـصــدرُ
و النـاسُ قالـوا هـوَ المجـنـونُ مــاذا عـسـى
يبـغـي مــن الـحـبِّ او يـرجـو فيصطـبـرُ
أَفــي هــوى تـلـك يسـتـدمـي مـحـاجـرهُ
و لـيـس فــي تـلـك مــا يحـلـو و يعتـبـرُ
فقـلْ هـمُ البـهـمُ مـاتـوا قـبـل مــا وُلــدوا
أنَّـى دروا كنـهَ مـن يحـيـي و مــا اختـبـروا
............................................
و مـا السـعـادة فــي الدنـيـا ســوى شـبـحٍ
يُرجـى فــإن صــارَ جسـمـاً مـلـهُ البـشـرُ
كالنـهـر يـركـض نـحـو السـهـل مكـتـدحـاً
حـتــى اذا جـــاءَهُ يـبـطـي و يـعـتـكـرُ
لــم يسـعـد الـنــاسُ الا فـــي تشـوُّقـهـمْ
الــى المنـيـع فــان صــاروا بــهِ فـتـروا
فــإن لقـيـتَ سعـيـداً و هـــو مـنـصـرفٌ
عــن المنـيـع فـقـل فــي خُلـقـهِ الـعـبـرُ
.........................................
و غايـةُ الـروح طــيَّ الــروح قــد خفـيـتْ
فـــلا المـظـاهـرُ تبـديـهـا و لا الـصــوَرُ
فـــذا يـقــول هـــي الأرواح إن بـلـغـتْ
حــدَّ الكـمـال تـلاشـت و انقـضـى الخـبـرُ
كـأنـمــا هـي...أثـمــار إذا نـضــجــتْ
و مــرَّتِ الـريـح يـومـاً عافـهـا الـشـجـرُ
و ذا يـقـول هـــي الأجـســام ان هـجـعـت
لـم يبـقَ فــي الــروح تهـويـمٌ و لا سـمـرُ
كأنـمـا هـــي ظـــلٌّ فـــي الـغـديـر اذا
تعـكـر الـمـاءُ ولّـــت ومَّـحــى الاثـــرُ
ضـلَّ الجمـيـع فــلا الــذرَّاتُ فــي جـسـدٍ
تُـثـوى و لا هــي فـــي الارواح تخـتـضـرُ
فـمـا طــوتْ شـمــألٌ اذيـــال عـاقـلـةٍ
الاّ و مـــرَّ بـهــا الـشـرقـيْ فتـنـتـشـرُ
................................
و الجـسـمُ لـلـروح رحــمٌ تسـتـكـنُّ بـــهِ
حـتــى الـبـلـوغِ فتستـعـلـى و يـنـغـمـرُ
فهـي الجنـيـنُ و نــا يــوم الحـمـام ســوى
عـهـدِ المـخـاض فــلا سـقـطٌ و لا عـسـرُ
لـكـن فــي الـنــاس اشـبـاحـاً يـلازمـهـا
عـقـمُ القـسـيِّ الـتـي مــا شـدَّهـا وتـــرُ
فـهـي الدخـيـلـةُ و الأرواح مـــا وُلـــدت
مــن القفـيـل و لــم يحـبـل بـهـا الـمـدرُ
و كـم عَـلَـى الارض مــن نـبـتٍ بــلا أَرجٍ
و كـم عـلا الافـقَ غـيـمٌ مــا بــه مـطـرُ
..........................................
اعطني الناي و غنِّ.........وانس مـا قلـتُ و قلتـا
انما... النطقُ...هباءٌ......... فأفدنـي مـا... فعلتـا
هل تخذتَ الغاب مثلي...... منزلاً...دون...القصـورْ
فتتبعـتَ... السواقـي......... و تسلقـتَ الصخـورْ
هل...تحممتَ... بعطرٍ......... و تنشقت......بنـورْ
و شربت الفجر خمراً......... في كؤُوس مـن اثيـرْ
هل جلست العصر مثلي............بين جفنات العنبْ
و العناقيد......تدلتْ............ كثريات......الذهبْ
فهي للصادي عيونٌ......... و لمـن جاع...الطعـامْ
و هي شهدٌ و هي عطرٌ......... و لمن...شاءَ...المدامْ
هل فرشتَ العشب ليلاً......... و تلحفتَ... الفضـا
زاهداً...في ما سيأْتي......... ناسياً مـا قـد مضـى
و سكوت...الليل بحرٌ............موجهُ في مسمعـكْ
و بصدر...الليل قلبٌ............خافقٌ في مضجعـكْ
اعطني النـاي و غـنِّ............و انـسَ داًْ و دواء
انما...الناس سطورٌ............ كتبت...لكـن بمـاء
ليت شعري اي نفعٍ............في اجتمـاع و زحـامْ
و جدالٍ و ضجيجٍ............و احتجـاجٍ و خصـامْ
كلها... انفاق...خُلدٍ............و خيـوط العنكبـوتْ
فالذي...يحيا بعجزٍ............فهو في بـطءٍ يمـوتْ
* * *
العيـشُ فـي الـغـاب و الأيــام لــو نُظـمـت
فـي قبضـتـي لـغـدت فــي الـغـاب تنتـثـر
لكـن هــو الـدهـرُ فــي نفـسـي لــه أَربٌ
فكلـمـا رمـــتُ غـابــاً قـــامَ يـعـتـذرُ
و لـلـتـقـاديـر ســبـــلٌ لا تـغـيـرهــا
و النـاس فـي عجزهـم عـن قصدهـم قـصـروا